حبي لكم يا آل أحمد واجب
فرض ولا عنه ترام مذاهبُ
ففي النفس أصداء تهز مشاعري
وفي قلمي دمعٌ لكم هو ساكبُ
تحيرت بين الكف والشوق جاش بي
ولكن شوقي سادتي هو غالبُ
فلست بمن صاغ القصيد مجاملاً
ولا من خلال الشعر كنت أداعبُ
وما طمع في جنة الخلد نابني
وما دفعتني للمديح المآربُ
ولكن تكويني تغذى بحبكم
ومن كأسكم طابت إليّ المشاربُ
وقد أرضعتني الأم من فيض عطفكم
وتدرون ما ذرت علي الترائبُ
وطينة خلقي فاضل من ترابكم
موالٍ وإن حلّت علي النوائبُ
سألت عروقي ما بها فتراقصت
وقالت دمٌ يسري به الحب ذائبُ
وهاأنا شيعي إذا شئت فارتحل
بعمق شراييني ففيها العجائبُ
ترى من كريات الدماء فصائلا
جنودٌ بأعلام الولاء تحاربُ
تجوب خلايا عهد آل محمد
تحصن فيها والجنود تراقبُ
فما مسني مس لما قلت يا فتى
ولكنني الشيعي قلبٌ وقالبُ
فيا خير خلق الله ما في قصيدتي
قوافٍ تفي مدحاً لكم لا تعاتبُ
فأنتم آيات من الله أنزلت
مطهرة ما دنستها الشوائبُ
وفي كلمات الله يسطع نوركم
تجلت بآيات الكتاب المناقبُ
فلولاكم ما أوجد الله عالما
وما دحيت أرضٌ وسارت كواكبُ
كفاكم فخراً أهل بيت تطهروا
عن الرجس والرحمن كان المخاطِبُ
فمن مثل ما كان الإله مطهرا
ومن مثل من بالوحي كان المخاطَبُ
فهل لي وقد لاحت بأفق سمائنا
بشائر أفراحٍ نجوم ثواقبُ
تلتها من العرش العظيم ملائك
تجوب الدنا شرقاً فتزهو المغاربُ
تزف لنا بشرى ولادة سيد
والحسن الثاني فدته الأطايبُ
شريعة خير الخلق فيه تحصنت
وعزم علي المرتضى فيه واثبُ
فمن حسن نال السخاء سجية
وصلب كما كان الحسين يحاربُ
وتقواه من زين العباد ينالها
ومن يرث التقى له الزهد صاحبُ
عليه سلام الله ما أشرقت زكا
على الكون أو ذرت عليه السحائبُ