عذراً أبا حسن فالقلب يضطرب
ودمع عيني في الخدين ينسكبُ
أبكي و أضحك في آنٍ فلا عجبا
من ذاق حبك لا يرقى له العتبُ
فها أنا سيدي قد حار بي قلمي
من بحر وصفك كيف المرء يقتربُ
و لي فؤاد إذا ما قيل حيدرة
يهتز شوقاً ويهفو ثم ينجذبُ
تراقص الحرف مختالاً على ورقي
فلا تلمه إذا ما انتابه الطربُ
ما زادك المدح بالأشعار منزلةً
لكنما الشعر قد زادت له الرتبُ
فهذه ليلة تبدو محاسنها
ونورها بسناه ظل ينسكبُ
و في رحاب سماء الكون منتشر
عنه انزوى بدرها واستحيت السحبُ
و العرش صفت به الأملاك شاهدةً
وحور عين جنان الخلد ترتقبُ
فكيف لا يغبط البيت العتيق و في
أعماقه ولد القرآن والكتبُ
طوبى لكعبتنا نالت به شرفا
يوم الولادة في التاريخ يحتسبُ
يوم به الدين قد شدت قوائمه
وراح ينخر في أعدائة العطبُ
ذاك الهزبر و ليث الدين حيدرة
يخافه الشرك بل يحلو له الهربُ
يا شمس إسلامنا عفواً أبا حسن
ما الشمس؟ ما القمر الزاهي وما الشهبُ
هل أنت شمس ؟ إليك الشمس قد رجعت
بعد المغيب أنيرت دونها الترُ
يا من فديت رسول الله في صغرٍ
وكنت ساعده إن مسه نصبُ
آمنت بالله حيث الناس لاهية
أوثانها قدست والنار والنصبُ
و أنت في كنف الرحمن قد سجدت
أطراف وجهك بالأنوار تختضبُ
قد انطوى فيك علمٌ لو أبحت به
لما حوته بحار الكون واليببُ
و ألف ألفٍ من الأبواب فزت بها
من الرسول فسبحان الذي يهبُ
مدينة العلم قد أهداك رايتها
هادي البرايا به تستمطر السحبُ
فأنت بوبها و الباب لاعجبا
نوران قد دمجا وارتهما الحجبُ
و هاأنا سيدي قد جئت ملتمسا
من السنا قبساً تجلى به الريبُ
و ما اعتراني شك في الولاء وهب
إني سئلت لما أعياني السببُ
عذراً فلست أرى للشعر تكملةً
ولا لمدحك يوماً ترتقي الخطبُ
لو أصبح الماء حبراً و الغصون ترى
أقلام خطٍ وكل الناس قد حسبوا
لم يبلغوا من علي مدحةً و كفا
لولاه ما خلق الرحمن منْ كتبوا..
الثلاثاء يناير 08, 2008 4:03 pm
