مولاي في قلبي مولدك أكبرُ
مولاي يومك من حدودي أكبرُ …
فإذا كبا شعري ففكري يعذرُ …
ماذا أقول به وكلُ مقالةٍ مهما استطالت
فهي عنك ستقصرُ …
يكفي بأنك مذ طلعت تضاربت فيك العقول
فمفرطٌ ومقصرُ …
مَدتْ لتختبرُ المحيط قياسها
فإذا به في موجهِ يتكسرُ …
كلٌ يخال بأنه لك ينتمي في السير
فهو على سراطك يعبرُ …
ولا أنت .. أنت الشمس عم شعاعها
فبكل أفق منك لمحٌ يصدرُ …
مولاي أوقفني بباك موسمٌ
فيه ينابيعُ الولاء تتفجرُ …
ميلادُ فجرك لا يخطُ جلاله قلمٌ
ولا يسموا إليه مصدرُ …
من مشرق الحق انبثقت رسالةً
فيها الخلودُ منورٌ ومعطرُ …
ونشأت في دنيا النبوة صاعداً
بمدارج فيها الملائكُ تعفرُ …
حتى إذا بُعث النبي غدوت في
عيناه سيفً لا يفلُ ويقهرُ …
تستعرض الأسرار من آياته
وترى حقائقها التي لا تبصرُ …
تخطوا كما يخطوا وتبغي مقصداً
يبغيه لا تعلو ولا تتدهورُ …
أدركت ما لم يدركوه فأمرهم يبدوا
لباحثهِ وأمرك مضمرُ …
وإليك قد قال النبي مترجمً معناك
يشرح لغزهُ ويفسرُ …
غيري وغير الله لم يعرفك ..
ما أنت فيه مقومٌ ومقدرُ …
جلة حقيقتك التي تخفى بما تبدوا
ففي جلواتها تتسترُ …
مولاي فجر في بياني طاقةً علويةً
فيها العقيدة تصهرُ…
فأنا وتيار التطور جارفٌ بالجيل
يهدد سيله ويزمجرُ …
أبغي بأن ألقاه لا متلاحماً معه
فلي معه عهودٌ تذكرُ …
لكن أمد له يدي لأقيه من عثرات
أراءٍ عليه تسيطرُ …
أما الغري .. وما أقول به وما من قولةٍ
إلا ومنها أكبرُ …
حَظَنْ الأمام فصار أقدس قبلةً
للمؤمنين له تحج وتنفرُ …
مشت القرونُ عليه وهو بمجدهِ
كالشمس يهزاُ بالقرون ويسخرُ …
أعيا به المستعمرون فقرروا
أن الغنيمة منه يتقهقروا …
ملكوا البلاد سواه فهو بمنعتهٍ
وبقوةٍ من دينهِ لا تقهرُ …
والدين للإنسان جوٌ تنتهي
فيه الحدود وحدهُ لا يحصرُ …
تتنازع الأطماع حتى تنتهي
للدين راح نزاعها يتبخرُ …
فالدين دستور الحياة تصونها
أحكامهُ عما تخافُ وتحذرُ …
مولاي عيدُك هزني فسكبتها
كأساً به تصحوا العقول وتزهرُ …
أنا من ولائك قد عصمتْ حقيقتي
عما به ترد الظروف وتصدرُ …
منك اقتبستُ شجاعةً تنداح
في وقفاتها موجُ الخطوطِ ويدحرُ …
ولك المواقفُ لأد في أمجادها
بدرٌ وحلق في علائها خيبرُ …
لا سيف إلا ذو الفقار ولا
فتى آلاك وحيٌ في جلال يأثرُ …
يا شعري .. صه . إن المقام مقدسٌ
فَصمِتْ .. فصمتك من مقالك أشعرُ …
--------------------------------------------------------------------------------